شبكة يس
rss
rss
rss
rss
rss
القائمة الرئيسية
الوقت الان
نصوص محاضرات
طريق المعرفة

بسم الله الرحمن الرحيم

طريق المعرفة 

لنبتدأ اليوم الحديث حول طرق المعرفة بعدما قرأنا ودرسنا ورأينا، أن المعرفة تتكامل وأن بالمعرفة نحيا ونموت ونحشر لأهمية المعرفة في حياتنا الدنيوية والآخروية.

فما هو طريق الحصول على المعرفة؟

الطرق متنوعة ، فعندما يريد الإنسان أن يحصل على معرفة النبي و الائمة (صلوات الله و سلامه عليهم) فأن الله سبحانه وتعالى قد جعل لنا طرق متعددة ، ولسنا الآن بصدد استقصاء طرق المعرفة لأن بعضها مما يتعلق  بحقيقة المعرفة الإنسانية ونحتاج للحديث عنه الى شرح نظرية المعرفة عند الإنسان و قيمة المعرفة ، وهذا ما تكفلنا ببحثه في دروسنا الفلسفية ولا نريد أن نعيد هذا الحديث في هذه الدروس الدينية المختصة بمعرفة النبي و الائمة (عليهم السلام) ؛ ومع ذلك فإننا إذا أردنا أن نتحدث عن المعرفة و طرق المعرفة بلحاظها الفلسفي العرفاني فان المعارف تقسم إلى قسمين:

المعارف المكتسبة، والمعارف الوهبية .

فالمعارف التي عندي وعندك وعند الناس أجمعين تصنف على نوعين من تلك المعارف، النوع الأول منها هي: التي يبذل الإنسان الوسع والبحث والدرس والتحصيل والقراءة والجهد العلمي من أجل الحصول عليها وهي التي نعبر عنها بالمكتسبة.

النوع الثاني: يهبها الله تبارك وتعالى إلى الخلق.

هذا النوع الأول من المعارف يمكن أن ينطبق على كل معرفة، وتنطبق هذه المعارف على كل معرفة سواء من اختص منها بالعلوم الدينية او الطبيعية، فالإنسان إذا أراد أن يحصل على المعرفة الدينية بمعرفة الله عز وجل وصفاته واسمائه، ومعرفة محمد وآل محمد فعليه أن يجهد ويدرس ويُحصل ويقرأ كتب الفضائل والأخبار والروايات ويحقق للحصول على تلك المعارف الحقة.

والنوع الآخر وهي المعارف الوهبية التي يهبها الله سبحانه وتعالى إلى خلقه فهذا النوع من المعارف على قسمين:

القسم الأول: هي التي يهبها الله تبارك وتعالى للذوات المقدسة و قد هبها للأنبياء، كما وهبها للأوصياء، ووهبها للملائكة المقربين فان هذه المعارف قد وهبها عز وجل تبرعاً و منحة بإرادة مقدسة منه جل جلاله فقد شاء الله عز وجل أن يمنح تلك الذوات المقدسة تلك المعارف؛ فمنح الأنبياء، و منح الأوصياء، ومنح جبرائيل، و منح الروح، ومنح بعض الملائكة المقربين المعارف الحقه لحكمة اختص بها لنفسه وهو عز وجل،﴿ لا يسْأل عمّا يفْعل وهمْ يسْألون﴾ ([1])  .

إذا أردنا أن نناقش بالطريقة الجدلية كما يفعل البعض؛ فيقولون:

لماذا أعطى الله تبارك وتعالى لهؤلاء ولم يمنح الآخرين، ولم يعط الآخرين من تلك المعارف فانه سوف يرد على هذا البحث الجدلي عدة إشكالات ايضاً كما لن لهذا الأشكال ايضاً أجوبة كثيرة، ولسنا بصدد معالجة مثل هذه الإشكالات في خلال هذا الموضوع لخروجه عن عنوان البحث ، ومع كل هذا فإننا نعتقد أن الذات المقدسة الإلهية يفعل الحكمة ولا يُسئل عما يفعل و إنما نحن الذين نسأُل عما نفعل؛ كما ان  الدخول في هذا البحث يُدخلنا في متاهات وأسئلة متفرعة لا يسعنا المقام ولا يسعنا الوقت وانما نوكله الى محله ان شاء الله تعالى.

النوع الآخر من المعارف الوهبية هي المعارف التي يهبها الله سبحانه وتعالى بعد تقديم مقدمات ،فمثلاً يرد في النصوص الصحيحة و الثابتة عن المعصومين  (عليهم السلام )او ما جاءت في محكم الكتاب الكريم انّ من فعل كذا فأن الله سبحانه وتعالى يروقه المعرفة الفلانية ،والعلم الفلاني؛ ومن جملة ذلك ما ورد في أن الإنسان إذا زكى  نفسه ﴿والّذِين جاهدوا فِينا لنهْدِينّهمْ سبلنا وإِنّ اللّه لمع الْمحْسِنِين﴾([2])  و ان الإنسان إذا جاهد نفسه، ووصل إلى مراتب كمالية فأن الله سبحانه وتعالى يرزقه الهداية، ويرزقه المعرفة، ويرزقه النور، و يجعل له سبحانه وتعالى نورا، ومن هذا ما رواه الصدوق في كتابه (عيون اخبار الرضا عليه السلام) بإسناده عن الامام الرضا (عليه السلام) أنه قال : قال رسول الله (صل الله عليه واله) : ما اخلص عبدٌ لله عز وجل أربعين صباحاً الاّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)([3])

وروى الكليني في الكافي الشريف بإسناده الى الامام الباقر (عليه السلام) انه قال: ما أخلص العبد الايمان بالله عز وجل أربعين يوماً، أو قال: ما أجمل عبدٌ ذكر الله عز وجل أربعين يوماً إلا زهده الله عز وجل في الدنيا، وبصرّه دائها ودوائها، فأثبت الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه؛ ثمّ تلا: " إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ".

فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلاً، ومفترياً على الله عز وجل، وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله ) وعلى أهل بيته (صلوات الله عليهم) إلا ذليلا)([4]) .

وقد علق العلامة المجلسي في كتابه مرآة العقول على عبارة (ما أخلص العبد الايمان) واخلاص الايمان مما يشوب من الشرك والرياء والمعاصي، وان يكون جميع اعماله خالصة لله تعالى.

ولعل خصوص الأربعين، لان الله تعالى جعل انتقال الانسان في أصل الخلقة من حال الى حال في أربعين يوماً كالانتقال من النطفة الى العلقة، ومن العلقة الى المضغة، ومن المضغة الى العظام، ومنها الى اكتساب اللحم.

ولذا يوقف قبول توبة شارب الخمر الى أربعين يوماً كما ورد في الخبر)([5])  

وهناك طرق متنوعة للمعرفة فمن جملتها حمل تربة سيد الشهداء، والصلاة والسجود على تربة سيد الشهداء؛ أي تراب قبر الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، فعندنا في بعض الروايات أن السجود على تربة قبر الحسين (عليه السلام) يخرق الحجب السبع ([6]) وان  أختراق الحجب، و تمزيق الحجب و ظهور الأنوار انما هو غاية العارفين، و نهاية السالكين بأن يكشف الله سبحانه و تعالى الحجب الظلمانية أو النورية أو كلا النوعين من الحجب عن القلب فينظر السالك إلى نور الله سبحانه و تعالى و إلى نور عظمته جل جلاله.

وهناك أساليب متنوعة للحصول على منحة الهبة الربانية والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لسنا الآن بصدد استقصاء لتلك الطرق؛ ولكن بما أن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يهتمون لتربية شيعتهم أن يكونوا بمستوى الحصول والوصول إلى معرفة مقاماتهم (صلوات الله وسلامه عليهم) فأنهم جعلوا خير طريقٍ يوصل السالكين إليهم (صلوات الله وسلامه عليهم).

هي الطرق العامة دون الطرق الخاصة بمعني: انهم (عليهم السلام) لم يأكدوا على الجانب الغيبي بالمعرفة وأنما أكدوا (عليهم السلام) الجانب الكسبي بالمعرفة فبينوا طرق الوصول إلى معرفة محمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم).

 

الطرق العملية التي إذا سلكها الإنسان الشيعي يمكنه أن يفتح له أبواب معرفتهم

أهم الطرق في حالة حضور الإمام، وفي حالة وجوده ( عليه السلام) هو أن يحضر السالك و الشيعي و المؤمن بين يدي الأئمة  (صلوات الله و سلامه عليهم) ويدرس عندهم و يأخذ العلوم منهم (صلوات الله و سلامه عليهم) مباشرة وبنفس الطريق يمكن للمؤمن ان يدرس عند الإمام وذلك بأن يتوسل بالإمام صاحب العصر و الزمان أن يمسح بيده الشريفة المقدسة قلوب السالكين لتعلم ما لم يتعلمه بالطريق العادي و في الرواية المروية عن الامام الباقر (عليه أفضل الصلاة و السلام) إذا خرج الإمام المهدي (صلوات الله عليه) مسح على رؤوس الشيعة ،فكملت به عقولهم و أحلامهم([7]).

ان هذا المسح المقدس سوف يكون سبباً لحصول كمال المعرفة للشيعة، وهكذا الامر فإننا نجد الأئمة (عليهم السلام) قد أكدوا على زيارة قبورهم وذلك لان زيارة قبور الأئمة (عليهم السلام)، أفضل طريق ليعرف العارف، وليتعلم السالك فقد ثبت بالنص والتجربة بان أحسن طريق، وأقصر طريق، وأفضل طريق إلى المعرفة هو زيارة قبور الأئمة (عليهم السلام)، بل زيارة الأئمة (عليهم السلام) حتى من بُعْدٍ فإنها تورث المعرفة. والإنسان الذي يواظب على زيارة أهل البيت ( عليهم أفضل الصلاة و السلام ) بحضورهم (عليهم السلام) في حياتهم ، وبزيارة بقبورهم بغيابهم و بعد وفاتهم ،كما هو الحال بزيارتهم ببعدهم و بقربهم يحصل على أبواب كبيرة  للمعرفة وهي مشمولة ضمن الدعوة النبوية الصادعة بالحق ( انا مدينة العلم وعلي بابها الا فمن أراد المدينة فليأتها من بابها) .

و هذه الطريقة هي الطريقة المثلى للحصول على حقائق الخير بمعرفة الحق وحصول اليقين ، وحينئذٍ فإننا عندما نسمع بعض المشككين (خذلهم الله تعالى) يوصون بالدخول الى مقامات أهل البيت ( عليهم السلام ) دون انشغال بالحال و المقام وانما ليكن الدخول دخولاً على مبادئ الأئمة و دون الاستغراق في ذواتهم ويوصون الزائرين ان ينشغلوا بالتفكر بتأريخهم و جهادهم؛ و بهذا النوع من ترتيب أوراق الزيارة فانهم يريدون أن يعوضوا عن الزيارات المروية عنهم (عليهم السلام) و كما يقول المشككون بأن علينا أن نطور طريقة الزيارة و يرفضون ما ورد عن الأئمة  لزيارتهم ، و يستبدلونها بزيارات من عندهم مملؤة بكلمات جوفاء لا معنى لها ولا نريد هنا أن نناقش هؤلاء و منهجهم الإنحرافي وانما نريد أن نؤكد على طريقة أهل البيت ومبادئ أهل البيت التي هي جزء من حقيقة أهل البيت (عليهم السلام)؛ ولتعرف انه عندما يقول القائل من المشككين: أن نفكر بمبادئهم و لا نستغرق بذواتهم؛ فان هذا المسكين لا يدري أن ذواتهم هي مبادئهم ، و أن مبادئهم هي ذواتهم، لا مائز و لا فرق بين مبادئ الحسين و بين ذات الحسين ، أنما الحسين ذائب في مبادئه (صلوات الله و سلامه عليه) و لذلك صارت ذات الحسين مقدسة ، ذات الحسين مقدسة لأنها خرجت من الذاتية ودخلت في الهوية النورانية (( حسين مني وأنا من الحسين )) لان الحسين من رسول الله ،و رسول الله من الحسين.

هل يمكنك أن تصلي صلاتك بدون ان تذكر رسول الله؟،

لا يمكنك ذلك لان صلاتك سوف تكون باطلة ليس هذا استغراق بذات رسول الله؟ ان استغراق محبوب ومراد لله تعالى لأن الرسول ليس له ذات وأنانية، بل ذاته ذات ربانية، وهو نور كله لأنه عصمة كله ولأنه كله توحيد؛

وقد ظهرت فيه كل اسرار ومعاني التوحيد في ذاته المقدسة، وذلك لان النبي والأئمة (عليهم السلام) جميعهم أركان التوحيد (صلوات الله وسلامه عليهم)،

وعندما يريد الإنسان أن يستغرق بذات الأئمة فانه يستغرق في معاني أسرار التوحيد، لأنهم من أركان التوحيد بل هم أركان توحيد الله سبحانه وتعالى.

ان الله عز وجل قد صنع الائمة لأجل ذاته المقدسة ، التي خلقهم ابواباً لمعرفة الله (من أراد الله بدأ بكم) ،

و قد جعلوا وأنشأوا زيارات، وخصصوا زيارات باوقات معينة كما أنشأوا زيارات ليزاروا بها على الدوام مثل زيارة عاشوراء، ومثل زيارة الجامعة، ومثل زيارة أمين الله، ومثل الزيارات المخصوصة بكل إمام (صلوات الله  سلامه عليهم أجمعين)، وكانت هذه الزيارات مملؤة بمعاني المعرفة ، ومن عرف أسرار تلك الزيارة عرف بعض مقامات الأئمة.

ونحن عندما نريد أن ندرس زيارة الجامعة مثلاً فإننا نريد أن نصل إلى بعض  معاني تلك الزيارة التي أرادها الإمام الهادي (صلوات الله وسلامه عليه) من أجل التعرف على بعض مقامات الائمة (صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين).

ومعنى هذا أنك يمكنك من خلال الزيارة أن ترزق المعرفة بحقيقة أهل البيت (عليهم السلام) و يكون ذلك سبباً في دخولك و دخولي في قولهم (عليهم السلام) (من زارهم عارفاً بحقهم) ، (ومن زاره عارفاً بحقه) ، فان الثواب الذي جاء للزائر ويحصل عليه انما هو نتيجة معرفة الحق .

لقد جاءت روايات كثيرة وقد نقلت لك سابقاً بعضاً منها و بالحصوص ما ورد في زيارة سيد  الشهداء ( عليه السلام ) تضمن مؤدى عبارة  (من زارهم عارفاً بحقهم)، كما جاء ايضاً في زيارة السيدة المعصومة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر( سلام الله عليهم ) جملة (عارفاً بحقها) كما في البحار ([8])  و كذلك ورد في فضل زيارة سيد الشهداء  (عليه أفضل الصلاة و السلام) وبنفس الجملة (من زاره عارفاً بحقه) (صلوات الله و سلامه عليه) .

أنا أقرأ  لك جملة من تلك الروايات مما جاء فيها عبارة ( من زاره عارفاً بحقه ) ويمكنك ان تجدها في ( كامل الزيارة ) وهو من أعظم كتب الشيعة من حيث الأسانيد المعتبرة بما يتعلق بموضوعه ككتاب زيارات فقد روى اكثر من سبعة عشر رواية و حديث فيها جميعاً عبارة ( من زاره عارفاً بحقه ) بثواب زيارة سيد الشهداء ( عليه السلام )، و عقد الباب الرابع و الخمسين  تحت عنوان ثواب من زار الحسين ( عليه السلام ) عارفاً بحقه؛ ومن جملة تلك الروايات ما رواه بإسناده إلى الإمام الكاظم ( صلوات الله عليه ) قال : حدثني ابي رجمه الله عن عبدالله بن جعفر الحميري .

وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر و الحميري ، عن ابيه عبدالله ، عن علي بن إسماعيل القمي ، عن محمد بن عمرو الزيارات ، عن قائد الحناط عن أبي الحسن الماضي ،( وكان يطلق لقب أبو الحسن الماضي على الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بينما يطلق لقب أبو الحسن على الإمام الرضا ( عليه السلام ) وهو من ألقاب الإمام الكاظم ومن ألقاب الإمام الرضا أيضاً وكان الذي يميز بينهم هو زيادة عبارة (الماضي) عندما يقصد به الإمام الكاظم (صلوات الله و سلامه عليه) وكان هذا الاصطلاح مستخدماً عند أصحاب الإمام الكاظم و الإمام الرضا (عليهما السلام) ، أما أذا وردت الرواية عن غير أصحاب الإمام الرضا و الكاظم كما لو وردت رواية عن أصحاب الإمام الهادي عن أبي  الحسن فيقصد به الإمام ( علي بن محمد ) (صلوات الله و سلامه عليهما) وهو الإمام الهادي النقي (صلوات الله و سلامه عليه)؛ قال : (من زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه و ما تأخر)([9])،

و الرواية الأخرى رواها عن ابي العباس الكوفي قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن الحسين بن كثير عن هارون بن خارجة قال قلت لأبي عبد الله (الصادق) عليه السلام:

أنهم يَروَن أنه من زار الحسين عليه السلام كانت له حجة و عمرة؟  

قال لي ( من زاره والله عارفاً بحقه غفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر )([10])  .

لاحظ ثواب هذه الزيارة (فيغفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر) ، و يوصلنا هذا المطلب لمعرفة فوائد الزيارة العظيمة بحصول المعرفة، ويتحقق ثواب المعرفة، و أثر المعرفة  .

الرواية الأخرى ما رواه عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الخيبري ، عن الحسين بن محمد القمي ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) :

( أدنى ما يثاب به زائر الحسين عليه السلام بشط الفرات إذا عرف حقه و حرمته وولايته أن  يغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر )([11]) .

والروايات كثيرة اكثر من سبعة عشر رواية مما قد يولد القطع بأن السند  متواتر لكثرة أسانيد هذه الروايات التي وردت في حق من زار الحسين عارفاً بحقه نعم الاشكال في ان مقطع عارفاً بحقه متواتر تواتراً معنوياً.

فالمعرفة بالحق للإمام و للمعصوم (عليه السلام) شرط الزيارة،  كما أن الزيارة من طرق المعرفة؛ فإن المعرفة شرطٌ بالزيارة. و المراد من المعرفة هنا هي التي يسعى الإنسان ليُحصلها فيعرف أن الحق مع محمد و آل محمد ، كما يعرف أن أعدائهم على الباطل، و يعرف أن طاعتهم واجبة ، و يعرف أن التسليم لهم و الحق معهم و القول قولهم . و يسعى أن يحصل بزيارتهم على معرفة مقاماتهم (عليهم السلام)،  وما وعد الله تعالى به الصالحين:  وإذا جاء المشكك و دخل على قبورهم (عليهم السلام) و مَثَل على الناس وإلا لا يخفى على أهل البيت ( عليهم السلام )تمثيل الممثلين، و حاول أن يُمثل على الناس بأنه يزور تلك القبور و لكنه يتصور أنهم لا يسمعون و لا يرون، ولا يعرف من مقاماتهم شيء ؛ فهل تتصور أنه يدخل ضمن الزائرين العارفين بحقهم؟؟! و الجواب: قطعاً لا ؛ أن الإنسان الزائر لابد عليه ان يعرف انه عندما يدخل على الإمام(عليه السلام) فانه (عليه السلام) انه يسمع الكلام ،و يرد الجواب، ويرد السلام؛ كما ورد في بعض الزيارات كما جاء ذلك في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في النصف من رجب ( و اشهد انك تسمع الكلام ، وترد الجواب ، وانك حبيب الله وخليله ، ونجيبه ، وصفيه وابن صفيه ....)([12])

وجاء في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام :

(واشهد يا موالي أنكم تسمعون كلامي ، وترون مقامي ، وتعرفون مكاني ، وتردون سلامي ، وأنكم حجج الله البالغة ، ونعمه السابغة ، فاذكروني عند ربك.....)([13]) .

وفي زيارة أخرى لأمير المؤمنين عليه السلام:

(أشهد انك تسمع كلامي ، وتشهد مقامي)([14]) .

وفي زيارة رسول الله (صل الله عليه واله) في المدينة المنورة زادها الله تعالى شرفاً:

(واعلم أن رسلك وخلفاءك احياء عندك يرزقون ، يرون مكاني في وقتي هذا وزماني ، ويسمعون كلامي ، ويردّون عليّ سلامي ، وانك حجبت عن سمعي كلامهم ، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم . فاني استأذنك يا رب أولاً ، واستأذن رسولك صلواتك عليه ثانياً ، واستأذن خليفتك المفروض علي طاعته في الدخول في ساعتي هذه إلى بيت )([15]) .

وقال الشريف المرتضى في المسألة الثانية عشر ( سبب القول بان الشهداء احياء) : (...ما اتفقت الطائفة ( حرسها الله عليه ) بأن المسلم عند قبورهم مسموع الكلام مردود عليه الجواب ، ولذلك يقولون عند زياراتهم : أشهد أنك تسمع كلامي وترد جوابي ....) ([16]) .

فعلى الزائر أن يتأدب مع الإمام لأنه (عليه السلام) يرى مكانك و يسمع كلامك و يرد جوابك و هذا موجود بالروايات الكثيرة عندنا وقد نقلت قبل قليل بعضاً منها عنهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام)في انهم يسمعون الكلام و يعرفون زائرهم وغير ذلك ومن جملت هذه المعرفة:

أن تعرف بأن الإمام (عليه أفضل الصلاة و السلام) يموت الميت منهم وليس بميت.

كما ورد في الروايات المستفيضة عنهم (عليهم السلام) منها ما جاء في خطبة امير المؤمنين في نهج البلاغة انه قال :

أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله إنه يموت من مات منا وليس بميت ويبلى من بلي منا وليس ببال فلا تقولوا بما لا تعرفون ..)([17]) .

وقال علي بن زيد البيهقي المتوفى سنة 565 هـ في كتابه (معارج نهج البلاغة ) في شرح الخطبة الشريفة:( قوله :يموت من مات منّا وليس بميّت ، و يبلى من بلى منا وليس ببال ) قيل معناه قال ان تعالى : ﴿ولا تحْسبنّ الّذِين قتِلوا فِي سبِيلِ اللّهِ أمْواتًا  بلْ أحْياءٌ عِنْد ربِّهِمْ يرْزقون﴾ ، وقوله ﴿ولا تقولوا لِمنْ يقْتل فِي سبِيلِ اللّهِ أمْواتٌ  بلْ أحْياءٌ ﴾ ) ([18]) .

ومن بديهي عقائد الشيعة الامامية ان الموت يجري على المعصومين (عليهم السلام) كما يجري على غيرهم من الناس و لا يعتقد احدٌ منهم خلاف هذا ، وقد ورد في الرواية عن الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) القول بضلالة من لا يقول بموتهم (عليهم السلام) و عدَّوه من الغلو الذي يخرج الانسان من الدين .

ولكن مع هذا فقد اختلفوا الشيعة فيما بينهم في تفسير الاخبار الشريفة التي تتحدث عن حياتهم الأخرى بعد الموت و قبل يوم القيامة فهناك جملة من الروايات الشريفة التي تحدثت عن ان اجسامهم لا تبلى وانما تنتقل الى العرش ، او ملكوت  الأرض ، كما ان هناك بعض الروايات التي تحدثت انهم يظهرون بأجسام ارتأى بعض الفضلاء الامامية ان يسموها بالجسم المثالي ، و هناك من ارتأى ان تكون اجسامهم بعد الموت هي نفس اجسامهم و امكان عودة الحياة اليها . ومع اننا لدينا بحث وحديث مفصل في معنى حقيقة حياتهم الأبدية و اجسامهم المقدسة فإننا نؤجل الفصل ولكننا ننقل بعض ما ذكره المحقق الشيخ ميرزا حبيب الله الخوئي في شرحه على نهج البلاغة قال:

( أنّه يموت من مات منّا و ليس بميّت و يبلى من بلى منّا و ليس ببال ) اعلم أنّ هذا الحديث من مشكلات الأحاديث و متشابهاتها و قد اختلف في توجيهه أنظار الشّراح و تأوّله كلّ بما يقتضيه سليقته و مذاقه .

أنّ النّبيّ و الأئمة صلوات اللَّه و سلامه عليه و عليهم إلاّ الحجّة المنتظر عجّل اللَّه فرجه قد انتقلوا من دار الدّنيا إلى دار الآخرة و خرجت أرواحهم من أبدانهم و جرى الموت عليهم حقيقة ...... و قد قال سبحانه :

( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ )

و قال :

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ .

و أن سلب الموت عنهم عليهم السّلام فهو محمول على حياتهم بأجسادهم المثالية كما هو مذهب جمع من أصحابنا على ما حكى عنهم الطّبرسيّ في مجمع البيان في تفسير قوله :

( وَ لا تقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبيل اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا يَشُعُرُونَ .

و إليه ذهب المحدّث المجلسيّ و قال:

و نحن لا ننكر الأجساد المثالية و تعلّق الأرواح بها بعد الموت بل نثبتها لدلالة الأحاديث المعتبرة عليها ، بل لا يبعد عندي وجودها قبل الموت أيضا فتتعلّق بها الأرواح في حال النوم و شبهه من الأحوال لضعف تعلّقها بالأجساد الأصلية فيسير بها في عوالم الملك و الملكوت و لا أستبعد في الأرواح القويّة تعلّقها بالأجساد المثالية الكثيرة ، و تصرّفها في جميعها في حاله فلا يستبعد حضورهم عليهم السّلام في آن واحد عند جمع كثير من المحتضرين و غيرهم .....

الى ان قال :هذا هو الذي يقتضيه النظر الجليل في توجيه سلب الموت عنهم ( عليهم السلام ) .

و أمّا الذي يقتضيه النظر الدقيق فهو أن يقال بحياتهم بعد موتهم بأجسادهم الأصلية التي كانت في الدّنيا ، و لا غرو فيه بعد دلالة الأخبار المعتبرة عليه . مثل ما في الوسائل في باب كراهة الاشراف على قبر النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله من فوق،

عن الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقي عن جعفر بن المثنى الخطيب قال :

كنت بالمدينة و سقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط ، و الفعلة يصعدون و ينزلون و نحن جماعة ، فقلت لأصحابنا : من منكم له موعد يدخل على أبي عبد اللَّه عليه السّلام الليلة ؟ فقال مهران بن أبي نصر : أنا ، و قال إسماعيل بن عمّار الصّيرفي : أنا فقلنا : سلاه عن الصّعود لنشرف على قبر النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم ، فلما كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعا ، فقال اسماعيل : قد سألناه لكم عمّا ذكرتم فقال :

ما أحبّ لأحد منهم أن يعلوه فوقه و لا آمنه أن يرى منه شيئا يذهب منه بصره أو يراه قائما يصلّي أو يراه مع بعض أزواجه.

الى ان قال المحقق الشيخ حبيب الله الخوئي (ره) : ( و أنت بعد ذلك لو سنحت بخاطرك سوانح الشبهات و خالجتك الشّكوك و احتملت تأويل هذه الأخبار بالأجساد المثالية و أردت أن يطمئن قلبك بجواز الحياة على الأجساد الأصلية فراجع إلى ما رواه في البحار من المناقب عن أبان بن تغلب و الحسين بن معاوية و سليمان الجعفري و إسماعيل بن عبد اللَّه بن جعفر كلّهم عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال :

لمّا حضر رسول اللَّه الممات دخل عليه عليّ عليه السّلام فأدخل رأسه معه ثمّ قال :

يا علي إذا أنا متّ فغسّلني و كفنّي ثمّ اقعدني و اسألني و اكتب .

و من تهذيب الأحكام : فخذ بمجامع كفني ،ثمّ اسألني عما شئت فو اللَّه لا تسألني عن شي‏ء إلاّ أجبتك .

و فيه و في رواية أبي عوانه بإسناده قال عليّ عليه السّلام : ففعلت فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة .

و في البحار أيضا من الخرايج عن إسماعيل بن عبد اللَّه بن جعفر عن أبيه عليه السّلام قال : قال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام :

أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله إذا توفّى أن استسقي سبع قرب من بئر غرس فأغسله بها ، فاذا غسلته و فرغت من غسله أخرجت مَنْ في البيت قال : فاذا اخرجتهم فضع فاك على فيّ ثمّ سلني عمّا هو كائن إلى أن تقوم الساعة من أمر الفتن .

قال عليّ عليه السّلام : ففعلت ذلك فأنبأني بما يكون إلى أن تقوم الساعة ، و ما من فئة تكون إلاّ و أنا أعرف أهل ضلالها من أهل حقّها .

و من الخرايج أيضاً عن حفص بن البخترى عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و لأمير المؤمنين : إذا أنا متّ فغسّلني و كفّنّى و ما املي عليك فاكتب .

قلت : ففعل ؟

قال : نعم .

و يزيد توضيحا لذلك الأخبار الواردة في كتب المقاتل من أنّ الرّأس الأطيب الأطهر الأنور للسيّد الشّهداء (روحي و جسمى له الفداء) كان ينظر و يتحرّك و يتكلّم بعد قتله عليه السّلام فيكبّر تارة ، و يحوقل أخرى و يقرأ من القرآن على السّنان و يخبر عن ما سنح بخاطر ابن وكيدة بالكوفة ....

إلى غير هذه ممّا شوهدت منه من المعجزات و الكرامات ، أفيمكن لك أن تقول إنّ ذلك لم يكن رأسه الأصلي و إنّما كان رأسه المثالي ؟!!

فاذا جاز الحياة على الرأس الذي هو جزء من البدن الشريف سلام اللَّه عليه فكيف بالبدن تمامه .

فحاصل الكلام و فذلكة المرام أنّي لا أمنع من تصرّفات أرواحهم الكلّيّة في أجسادهم الأصليّة كتصرّفها في الأجساد المثاليّة ..

واما قوله : (و يبلى من بلى منّا و ليس ببال) ، فقد ظهر بعد القول بحياة الأبدان لا يتصوّر البلى لمنافاتها له .

و يدلّ على ذلك ( أي على عدم البلى) ظواهر الأخبار السّابقة مضافة إلى ما في الكافي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال :

ما من نبيّ و لا وصيّ نبيّ يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيّام حتّى ترفع روحه و عظمه إلى السّماء و إنما يؤتى مواضع آثارهم و يبلغونهم من بعيد السّلام و يسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب.

و ما في شرح المعتزلي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله : أنّ الأرض لم تسلّط عليّ و أنها لا تأكل لي لحما و لا تشرب لي دما .

و في الفقيه عن الصّادق عليه السّلام إنّ اللّه عزّ و جلّ حرّم عظامنا على الأرض و حرّم لحومنا على الدّود أن يطعم منها شيئا.

فان قلت : فاذا قلت بعدم البلى على ما يقتضيه قوله عليه السّلام ليس ببال فكيف التوفيق بينه و بين قوله:

(و يبلى مَنْ بلى منّا)  المقتضي لثبوت البلى ؟

قلت : ذلك محمول على زعم أغلب الخلق؛ فانّ اسراء عالم الحواسّ من الناس لمّا زعموا أنّ الموت ملازم للبلى، و قاسوا أولياء اللّه و عباده المصطفين بساير الخلق ،و لم يعرفوا أنّهم لا يقاس بهم أحد، فأثبتوا البلى في حقّهم.

و لذلك عقّب عليه السّلام :الايجاب ، بالسّلب كما أنّ اللّه سبحانه ردّ حسبان الخلق و زعمهم لكون ان القتل مستلزم للموت بقوله :

( وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) فان قوله : ( وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) .

في الآية الاولى دليل على أنهم لم يكن لهم شعور بحياتهم فاذا لم يكن لهم شعور بذلك فلا يكون لهم شعور بعدم البلى من حيث الملازمة بينه و بين الموت في نظرهم كملازمة الموت للقتل عندهم)([19])  .

ومهما يكن الامر في ادراك معاني حقائق أجسادهم بعد الموت فان الذي يترتب على الزائر عندما يوفق للمثول بين أيديهم في مقاماتهم الجليلة فان من اللازم عليه ان يعرف ومن قبل ان يطأ بساط حرمهم وصحون مقاماتهم ويطرق أبواب مراقدهم انه لا يكلم ....... ، ولا يواجه صخراً وحديداَ وذهباً وما الى ذلك مما بني منه مراقدهم و اضرحتهم الطاهرة المقدسة ؛ بل عليه ان يرتفع بوجوده ليشرف على مكامن اسرار معرفتهم المكنونة في تلك البيوت التي اذن الله عز وجل ان ترفع ويذكر فيها اسمه عز وجل .

 

 

فأنك أيها الموالي العارف لست أمام جثة هامدة أو كما يعبر البعض أنه أمام تراث ، وتراث قديم لأنه لم يبقى من هذا الميت شيء وقد انقضى على هذا الميت ألف و ثلاثمائة سنة فان من توفى منهم ( عليهم السلام ) لم يبق شيء منه لا من تراب ولا من غير تراب.

ان الزائر لمراقدهم (عليهم السلام) إذا كانت عقيدته هكذا فهذا لا تنفعه الزيارة شيء وانما الذي ينفعه هو انك تكون عارفاً بحقهم، وعارفاً بأنهم أحياء يسمعون و يرون كما في قوله تعالى ﴿ولا تحْسبنّ الّذِين قتِلوا فِي سبِيلِ اللّهِ أمْواتًا بلْ أحْياءٌ عِنْد ربِّهِمْ يرْزقون﴾([20]) . و الآية الأخرى ﴿ولا تقولوا لِمنْ يقْتل فِي سبِيلِ اللّهِ أمْواتٌ بلْ أحْياءٌ ولٰكِنْ لا تشْعرون﴾([21])  .

أن الإحساس بالموت و الحياة ليس هو ضعفُ بالشهيد و أنما هو ضعف بالإنسان الذي ضعفت عقيدته فلا يشعر بأن هذا الولي (عليه السلام) حي،  لأنه هو نفسه الميت في الحق.

أن الإنسان الذي لا يشعر أن الإمام حي هو الميت ، وقد جاء في تفسير الشهداء في بعض الروايات  أن  المقصود من الشهداء هم الشهداء من آل محمد أي الائمة من آل محمد  ( صلوات الله وسلامه عليهم ) فهم الذين أحياء و لكن لا نشعر؛ وان عبارة (عند ربهم) تعطي المعنى الحقيقي للحياة فلذلك عندنا رواية رواها الصفار في(بصائر الدرجات ) بإسناد معتبر عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) و الخبر طويل نقلته في كتابي ( أسرار آل محمد ) في شرح الزيارة الجامعة في الجزء الأول، قال أمير المؤمنين( عليه السلام ) :

يموت من مات منا و ليس بميت و يبقى من بقي منا حجة عليكم)([22])  .

هذا النص واضح ، وهو صحيح السند او موثق على رأي بعض علماء الرجال؛  

وعندما يتصور الانسان أن الأئمة (عليهم السلام) أموات ففي الواقع انهم لم يموتوا بالموت العادي كما في نص القرآن الكريم و إنما جرى عليهم الموت لإجراء سنة القدر و القضاء؛ أما تلك القضية فهي من الأسرار ، والأسرار قد لا تكون محرمة الإفشاء لأنه قد يكون معنى الإسرار هو عدم قدرة بعض المخاطبين من الإدراك و الاستيعاب لتلك الحقائق الكونية فمن الطبيعي ان نجد بعض افراد الإنسان لا يستوعب، ولا يملك قدرة الاستيعاب .

وجاء في رواية طويلة قال ( عليه السلام ): (ما من نبي و لا وصي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى يرفع بروحه و عظمه ولحمه إلى السماء ) انه عليه السلام يرفع بروحه و لحمه و عظمه حتى لا يتصور أحد شيئاً آخر، وإنما يؤتى موضع آثارهم، ويُبلغَ لهم من بعيد ويسمعونهم على آثارهم من قبل ، فهذه الرواية واضحة الدلالة على أنهم (صلوات الله و سلامه عليهم) يرفعون إلى السماء، وأما السماء وما هو موقعها فهذا كلام آخر وهو من أسرار الكون في أسرار الوجود؛ وعلى الإنسان أن يعرف أن الله سبحانه وتعالى مطلع على قلبه، و على الزائر ان يعرف أنهم (عليهم السلام) أحياء.

الرواية الأخرى ما  في كامل الزيارة بالإسناد إلى عبد بن بكير قال :

حججت مع أبي عبد الله عليه السلام - في حديث طويل – فقلت: يا بن رسول الله :

لو نبش قبر الحسين ابن علي هل كان يصاب في قبره شيء؟

فقال:  يا ابن بكير! ما أعظم مسائلك؛ أن الحسين ابن علي مع أبيه و أمه واخيه في منزل رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم ) ومعه يرزقون ويحبرون ،

وأنه لعن يمين العرش متعلق به يقول:

يا رب أنجز لي ما وعدتني، و أنه لينظر إلى زواره وانه أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء أباءهم، و ما في رحالهم من أحدهم بولده و أنه لينظر إلى من يبكيه ليستغفر له، و يسأل أباه الاستغفار له ( أباه أمير المؤمنين عليه السلام ) و يقول له :

أيها الباكي: لو علمت ما أعدَّ الله لك لفرحت أكثر مما حزنت و انه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة)([23]) .

وانتبه الى الموقع الذي فيه أئمة اهل البيت (عليهم السلام) بعد وفاتهم فلم يقتصر الامر على انهم ليسوا أحياء فقط وليسوا  شفعاء فقط وانما الحسين (عليه السلام) متعلق عن يمين العرش و يدعوا لك أيها الزائر .

إن الإحساس بالمعرفة انما هو من المعرفة الحسية و ليس المعرفة التخيلية ، فمرة يحاول الإنسان أن يتخيل بالمعرفة ومرة أخرى يحس بها ، وعندما يحس فإنهم يسمعون الكلام ان هذه الآثار المنسوبة إليهم انما هي فينا ونحن فيها ويتجلى هذا المعنى عندما تقول: (و قبوركم في القبور) كما سوف تأتي أن شاء الله في الزيارة الجامعة؛ فتحس في هذا الكيان الوجداني أنهم (عليهم  السلام) آثار في الآثار (وأثاركم في الآثار و قبوركم في القبور فما أحلى أسمائكم) فتحس بتلك المعانيولم تكن تتخيل تلك المعاني.

اما متى تحصل هذه المعرفة بالخلطة بالآثار و القبور فإنما تأتي بالتسليم وبالسعي لحصول المعرفة بهم (صلوات الله و سلامه عليهم).

أما إذا كان الإنسان يتصور انهم (عليهم السلام) بشر عاديين فحينئذٍ يقع بالمشكلة التي وقع بها الشكاك .

أما إذا عرف محلهم (عليهم السلام)، (أتاكم الله  مالم يأتي أحد من العالمين) فانه سوف يهون كل معنى .

عندنا بعض الروايات تقول  أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قد رأه أبو بكر بعد و فاة النبي( صلى الله عليه و آله) وقد ذكرت هذه القضية في باب احتجاجات  أمير المؤمنين ( عليه السلام ) و الرواية مروية بطرق كثيرة و كيف أن أمير المؤمنين قال لابي بكر و قد أحتج عليه : ألم تعلم أن رسول الله قد أوصى بي؟ فاحتج عليه أني لم أتذكر، فيجيبه أمير المؤمنين (عليه السلام) أتحب أن ترى رسول الله فيقول لك أن الحق مع علي؛ فيتواعدان بعد صلاة العشاء، ثم يذهبان إلى قبر النبي (صلى الله عليه و آله) وإذا يجد النبي( صلى  الله عليه و آله)  جالس يقرأ القرآن ثم يخبره ،مؤنباً أبا بكر، يا أبا بكر! ألم تعلم أني قلت ان الحق مع علي.  

ان العقول العقول القاصرة لا تدرك وحق لها انها لا تدرك ، لأن هذه الروايات و أمثالها صعبة و ليس من السهل التصديق بها لأن النبي مات وقبر فكيف ظهر مرة أخرى ،و جلس وهو يقرأ القرآن و يتحدث ، أنا أنقل بعض تلك الروايات الغريبة و أدعوا الله أن يمسح على  قلبك لأدراك تلك المعارف هذه الروايات ومع كل غرابتها فهي من البديهيات عند أهل القلوب لأنها ليست من المستحيلات العقلية .

أن الله سبحانه و تعالى وبعد أن نموت وتمر علينا ملايين السنيين أو آلاف السنين   والله أعلم كم نبقى فهو يحينا مرة أخرى، و يجعلنا عظام مرة أخرى و يكسونا لحما بعد ما نتلف ونصبح رميما ،  ثم يخرجنا إلى الأرض و نتكلم و نحاسب.  

ان الذي يخلقنا بعد أن لم نكن شيئاً مذكورا لم يكن عليه من المستحيل و لا الصعب ان يحي النبي (صل الله عليه واله) بعد وفاته بأيام او اكثر، فهو اذن من باب أولىما دام انه لم يكن عليه مستحيلاً و لا صعباً  ان يحيي رسول الله الذي مات البارحة .. او قبل يومين .. او ثلاثة .. او أسبوع .. او شهر .. او شهرين  فيخرجه مرة أخرى، وما هو وجه الصعوبة؟ وما هو وجه الاستحالة؟ لا توجد استحالة عقلية، و لا استحالة عادية وذلك لأنه إذا مات الإنسان و مضى عليه كذا سنة فانه يمكنه أن يخرج .

نعم! هناك قوانين غير طبيعية لا يمكن أن ندركها بسهولة ولا أريد أن أتحدث لك بالعلوم الحديثة التي اعتبرت مثل هذه الحوادث  أمور ممكنة الحدوث بل هي واقعة وكائنة وهي كثيرة لا أريد أن أدخل في تفاصيل هذا المطلب في هذه العلوم فمثلاً هناك تفاصيل موجودة في العلم الجديد المسمى ( البارسايكولوجي ) تتطرق الى هذا الموضوع بشكل كبير ومنطقي وهذه العلوم تحدد قوانين جديدة في الكون قد خفيت على كثير من الناس .

ومن جملة تلك الروايات ما رواه الصفار بسناد صحيح عن الوشا عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قال لي بخراسان : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) هاهنا والتزمته ( تلازمنا أو تماسكنا أو تحاضنا ) في خراسان.

والرواية الأخرى بسند صحيح عن أبراهيم بن أبي البلاد قال قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام ) حدثني عبد الكريم أبن حسان عن عبيد بن عبد الله أبن بشير الخثعمي عن أبيك أنه قال : كنت ردف أبي  وهو يريد العريس فلقيه شيخ أبيض الرأس و اللحية ابي البلاد كان يمشي،  قال:

فنزل أليه، فقبل بين عينيه، فقال أبراهيم (ومعنى هذا المقطع ان إبراهيم بن الإمام الكاظم (عليه السلام) وهو الذي يسأل الأمام الرضا (عليه السلام ) عن ما حدثه به عبد الكريم أبن حسان عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) انه قال كنت خلف أبي وهو معنى (ردف أبي) وقد صلنا إلى منطقة أسمها  العريس وهناك لقينا شيخ أبيض الرأس و اللحية يمشي فنزل أليه فقبل بين عينيه أبراهيم؛ وهنا يتردد الراويفي الرواية تردد انه قال قبل بين عينيه أم قبل  يديه ) فقال أبراهيم:

و لا أعلمه انه قبل يديه ،ثم جعل يقول له: جعلت فداك و الشيخ يوصيه ( الإمام يقبل يد هذا الشيخ، او الشيخ يوصي الإمام) فكان في أخر ما قال له: أنظر الأربع ركعات، فلا تدعها، قال:

و قام أبي حتى توارى الشيخ، ثم ركب فقلت: يا أبه :  من هذا الذي صنعت به ما لم أرك صنعت بأحد قال : قال هذا أبي يا بني)([24])  .

وبطيعة الحال فان ما في هذه لا يعني  أن الإمام (عليه السلام) لم يعرف أنه كان  أبوه و أنما أراد أن يلقي الحجة ، وذلك لان الاستفهام من أدوات الأنشاء وليس من أدوات الأخبار وهي  لا يصح ان يطلق عليها وصف الصدق و الكذب كما في علم البلاغة و غير ذلك من العلوم ، و انما كانت المحاورة الانشائية لكي يصير بينهما سؤال و جواب فتنقل الرواية من أجل أن نفهم نحن ما هي مقامات الأئمة ( صلوات الله و سلامه عليهم ) .

والرواية الأخرى يرويها ابراهيم ابن أبي البلاد عن عبيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن أبي ابراهيم ( عليه السلام ) أي الامام الكاظم عليه السلام ولعلها هي نفس الرواية التي سألها من الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقد رويت بسند أخر مباشر دون واسطة ؛ قال( الإمام الكاظم ) : خرجت مع أبي ( يقصد به الإمام الصادق (عليه السلام )) إلى بعض امواله فلما برزنا إلى الصحراء أستقبله شيخ أبيض الرأس واللحية، فسلم عليه، فنزل أليه أبي؛ جعلت اسمعه يقول له: جعلت فداك، ثم جلسنا و فتسائلا طويلاٌ ثم قام الشيخ و أنصرف وودع أبي وقام ينظر في قفاه حتى توارى عنه، فقلت لأبي: مَنْ هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لأحد قال هذا أبي)([25]) .

و الرواية الأخرى هي التي رواها الصفار بسند صحيح او موثوق عن سماعه وقد وقع البحث في علم الرجال في سماعه؛ هل هو واقفي ام انه ليس بواقفي، وعلى كل حال فهو  ثقة، و لتحقيق: أنه ليس واقفيا، و عبارة ثقة ثقة تأكيد من النجاشي على أن الرجل ثقة ثقة  واكثر من ثقة يعني الثقة الثانية تأكيد على عدم وقفه وان شبهة الوقف التي وردت في حق سماعه غير صحيحة، وعلى كل حال فان هذا جزء من بحث رجالي لست الآن بصدد بيانه، و على فر ض أن يكون سماعة  واقفياً فالسند يكون موثق فهو معتبر قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وأنا أحدث نفسي فرآني فقال مالك تحدث نفسك، أتشتهي أن ترى أبا جعفر ( عليه السلام ) قلت:نعم. قال : قم فأدخل البيت فدخلت. فإذا هو أبو جعفر عليه السلام.

قال: أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي ( عليه السلام )بعد قتل أمير المؤمنين (عليه السلام ) فسألوه قال : تعرفون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذا رأيتموه قالوا : نعم، قال : فارفعوا الستر ، فرفعوه،  فإذا هم بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا ينكرونه ، و قال أمير المؤمنين(عليه السلام) :( يموت من مات منا وليس بميت  ويبقى من يبقي منا حجة عليكم )([26])  .

و الروايات كثيرة بهذا المعنى  ولكني أريد أقول بصراحة أن الإنسان إذا دخل على  قبورهم وأراد أن يتزود بهذه المعرفة فلا يمكنه أن يدخل إلى تلك القبور بقلب مظلم مليء بالذنوب والسيئات ويتوقع أن الله سوف يعطيه نور المعرفة مع انه يعتقد أنهم (عليهم السلام) أموات، و حالهم كحال باقي الأدميين، وحالهم كحال عظماء الأمة فان عندنا عظماء بالأمة سواءاً من العلماء أو من المقدسين، أو من الأبطال و الشجعان؛ فإذا كنت تعتقد ان الأئمة عليهم السلام حالهم كحال اولئك فأنك سوف لا تحصل من تلك المقامات شيء ، و أنما يمكنك ان تحصل على تلك  المقامات و يصح لك أن تستفيد من زيارتهم بزيادة نورك و معرفتك إذا علمت أنهم عليهم السلام يسمعون الكلام ويردون الجواب عارفاً بحقهم، و تعرف حقوقهم، و مواقعهم، وتعرف مقاماتهم، وتعرف منازلهم  التي أنزلهم  الله سبحانه و تعالى .

والشيء الأخر الذي يدخل تحت عنوان ( عارفاً بحقهم عليهم السلام):

عندما تذهب لهم فعليك أن تذهب بآداب الزيارة، فهناك من لا يتأدب  بزيارته ، كما عليك ان تعرف أنه (عليه السلام) يراك وعندما تعرف ان يراك فحينئذٍ تلاحظ و تهتم بالإتيان بكل آداب الزيارة وتحاول أن تأتي بها وذلك لأنه (عليه السلام) يراك وهذا بالضبط مثلما تذهب إلى زيارة إنسان عظيم فإذا كنت تعرف أن العظيم يراك فانك سوف تتأدب بالزيارة، وإذا كنت معتقداً انه غاض النظر عنك فحينئذٍ ربما تتهاون في أداب الزيارة.

أننا أذا علمنا أنهم (صلوات الله و سلامه عليهم) يروننا و يسمعوننا فاننا نتأدب بالزيارة لهم (صلوات الله وسلامه عليهم) لأنهم يسمعون الكلام ويردون الجواب.

و من جملة تلك الآداب انهم (صلوات الله و سلامه عليهم) قد وضعوا آداباً للزيارة ولذلك فان لدينا زيارة من قرب ولدينا زيارة من بُعْد؛ كما أن الزيارة من قرب سبب للمعرفة ،فالزيارة من بُعْد سبب للمعرفة ايضاً وبمجرد أن تقول (السلام عليك يا رسول الله) يفتح الله تعالى لك أبواب الحقيقة فهناك أسرار في الكون وهي أسرار غير طبيعية، وأسرار غير عادية، ولا يمكنك ان تدرك بعقلك و عقلي ماهية تلك الأسرار، لأنه بكلمة واحدة تقدر ان تغير الوجود مثلها مثل الزر، فالأجهزة  الضخمة الكومبيوترية، و الأجهزة الإلكترونية، وأجهزة التكنولوجيا الحديثة لها أزرار، وعندما تضغط على الزر فانه تظهر لك عجائب الدنيا ، فانك عندما تضغط على زر كومبيوتر فإذا به يعطيك معلومات، ويفتح لك الدنيا والعالم ، وتحصل على عوالم المعرفة من خلال ضغطك على زر صغير، فلا تستغرب من عبارة ( كلمة واحدة تفتح الوجود) فتقول (السلام عليك يا أبا عبد الله) فينفتح لك ألف باب، ويفتح لك من كل باب ألف ألف باب؛ و قد  يكون في السابق ان الانسان سابقاً لا يصدق ولكنه الآن ولتوفر طرق المعرفة فقد تغيرت دنيا المعرفة فانك قد تشاهد إنساناً يريد أن يموت وهو موجه إلى القبلة فيؤتى له بحقنة صغيرة تعطى له في الوريد أو بالعضلة وإذا به بعد دقيقتين يصحُ و يجلس و يتحدث وحجم هذا الدواء صغير لا يتجاوز عدة مليمات فلماذا تتعجب حينئذ أنه وبكلمة الزيارة ينفتح لك مائة ألف باب من أبواب الدنيا و الآخرة و تنفتح لك معارف الدنيا و الآخرة ،و انه ليس أمراً صعباً و أدراكه سهل يسير ، لأن الكون و الوجود له أمثال، وله مشابهات واضحة مقربات للفكرة،  و مقربات للحقائق، وخصوصاً في العصر الحاضر حيث تطورت التكنولوجيا و توضحت كثير من المبهمات، و كثير من الأسرار  التي كانت في السابق من الصعب على الإنسان إن يدركها.

وعندما نقرأ في الزيارات في ثواب زيارة من زارهم (عليهم السلام) انه قد وجبت له الجنة، أو غفر له جميع ذنبه ما تقدم و ما تأخر؛ فلماذا قد يستغرب للإنسان بغفران الذنوب بكلمات موجزة يقولها الزائر.

 ان الزيارة أسرار ربانية ولذلك يحتاج لنا التوقف عند أسرار الزيارة، وما أعطى أئمة أهل البيت من الأسرار في هذه الزيارة التي تهاون بها المشككون، ويريدون أن يبدلونها بزيارات من عندهم، ان هؤلاء الجهلة الذين لا يعرفون من طرق الدنيا شيء فكيف يدعون انهم  يعرفون من  الآخرة شيئاً و يريدون أن يوجدوا  أزراراً جديدة تفتح لهم ولنا عوالم الآخرة؟!! نسأل الله تعالى بحرمة محمد و آل محمد أن يرزقنا معرفتهم و ينجينا….  وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .                                    

 



([1]) سورة الأنبياء الآية 23

([2])  سورة العنكبوت الآية 69.

([3]) ج2، ص69 ، الحديث 321.

 ([4])الكافي ، ج2، ص 16، كتاب الايمان و الكفر ، باب الإخلاص ، الحديث 6.

([5]) مرآة العقول ، ج7، ص 87 ، الطبعة الحديثة – الأولى .

([6]) روى القطب الراوندي في كتابه الدعوات ص 188 ، رقم الحديث 519 ؛ ( وقال عليه السلام : السجود على تربة ابي  عبد الله عليه السلام يخرق الحجب السبعة ).

وقد روى الشيخ الطوسي (ره) في كتابه ( مصباح المتهجد) ص 677 بسناده عن معاوية بن عمار قال : كان لأبي عبد الله (يعني الامام الصادق ) عليه السلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله عليه السلام، فكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجّادته ،وسجد عليه . ثم قال :عليه السلام : ان السجود على تربة أبي عبد الله عليه السلام يغرق الحجب السبع).

وروى الشيخ الطبرسي (ره) في مكارم الاخلاق ص 302 و في طبعة أخرى ص 286 (فيها يختص بتعقيب صلاة الفجر ) : عن الامام الصادق عليه السلام قال : من سبح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة عليها السلام المائة ،وأتبعها بلا إله إلا الله غفر له ؛ فالأولى أن تعّد لتعدادها مسبحة من تربة الحسين ( عليه السلام ) . فقد روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : من أدارها مرة واحدة بالاستغفار، أو غيره كتب له سبعين مرة وإن السجود عليها يخرق الحجب السبع ( السبعة خ .س)  .

([7]) روى الكليني في الكافي ، ج1،ص25،كتاب العقل و الجهل ، الحديث 21 بإسناده عن الامام الباقر عليه السلام قال :

     اذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد ، فيجمع بها عقولهم ، وكملت به احلامهم .) .

    ورواه الصدوق في كمال الدين ، ص 675 ، الباب 58 ، الحديث 3 بنفس الاسناد عن الامام الباقر عليه السلام قال:

   اذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم ، وكملت به احلامهم .) .

([8]) راجع بحار الانوار ، ج 99 ، ص 266 بالإسناد عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال : قال: يا سعد ؛ عندكم لنا قبر ؟

   قلت : جعلت فداك ؛ فبرر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليها السلام .

  قال : نعم . من زارها عرافاً بحقها فله الجنة .... الحديث ) .

([9]) كامل الزيارات ، لابن قولويه ص 145 ، باب 54 ، الحديث 1 .

([10]) كامل الزيارات ، ص 145، باب 54 ، الحديث 2 .

([11])  كامل الزيارات ، ص 145 ، باب 54 ، الحديث 4 .

([12]) كتاب المزار ، للشهيد الأول ، ص 163.

([13]) كتاب المزار، محمد بن جعفر المشهدي ص 251.

([14]) كتاب المزار ، لابن المشهدي ، ص 211 .

([15]) كتاب المزار ، لابن المشهدي ، ص 54.

([16])رسائل السيد المرتضى، ج 1، ص 407 .

([17])نهج البلاغة  ، ج 1 ، ص 154.

([18])  المعارج ، ص 167 .

([19]) راجع منهاج البراعة ، المحقق الشيخ حبيب الله الهاشمي الخوئي ، ج 6 ، ص 202-215 ، نقلناه باختصار وهو بحث جدير بالمراجعة و الاستفادة.

([20])سورة آل عمران الآية 169

([21])سورة البقرة الآية154

([22])  بصائر الدرجات ، الصفار ، ج6 ، باب 5، الحديث 4، ص 296 .

([23]) كامل الزيارات ، لابن قولويه ، ص 206، الباب 32، الحديث 8.

([24])  بصائر الدرجات ، ج6 ، باب 5 ، الحديث 3 ، ص 295.

([25])  بصائر الدرجات ص 302 .

([26])  بصائر الدرجات ، ص 295. 


نشرت بتاريخ: 01-10-2016 | مجموع القراءات: 1465

[ رجوع | الصفحة الرئيسية | أعلى ]
التاريخ
مجلس الحسين عليه السلام في هيئة عاشوراء الليلة الثالثة 2016-11-01
مجلس الحسين عليه السلام في هيئة عاشوراء الليلة الثانية 2016-11-01
مجلس الحسين عليه السلام في هيئة عاشوراء الليلة الاولى 2016-10-30
مقتل فاطمة الزهراء (عليها السلام) 2016-09-14
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عليه السلام) 2016-09-14
وحدة الخطاب (4) 2016-04-23
وحدة الخطاب (3) 2016-04-23
وحدة الخطاب (2) 2016-04-23
وحدة الخطاب (1) 2016-04-23
النجم الثاقب في أحوال الامام الحجة الغائب 2016-03-31
الحيرة في عصر الغيبة الصغرى 2016-03-29
الحيرة في عصر الغيبة الكبرى 2016-03-29
تاريخ أخر تحديث الموقع:- [ 2016-11-01 ]
Share

 

صفحة جديدة 1